نص: جمعة بوكليب لم نعد، ياصديقي، كما كنّا، صديقين ، ولم يعد بيننا، باستثناء الطلقات والقذائف، لغة للتخاطب. الزمنُ أحجية وآلاعيب، والوطنُ، في حالتينا، إختيار، والصداقةُ، كما خبر كلانا، كالأقدار، قد تكون محنة وأبتلاء! من كان يصدق، بعد كل ما كان، أن يحدث هذا؟ أعني – كما يحدث الآن، في البريقة – يأتي يوم نقف فيه متقابلين على خط متحرك، وحامٍ من العداء والنار؟ فوقنا، سماء لوثها دخان القنابل وأرقتها صيحات المقاتلين. وتحتنا، أرضٌ من تراب ودم ونفط. وخلفنا، أنا وأنت، طفولة مشتهاة، تنفسنا ضحكاتها، معا، بقلب واحد، وأمامنا، أنت وأنا، مستقبلٌ مختلف لكلينا، لا يشبه ما كنّا نحلم به صغاراً، […]
حالة غير شخصية جداً (جمعة بوكليب)
