قصة: عزة كامل المقهور يتماوج صوته المميز كالعلم عبر اثير إذاعة الزاوية المحلية التي كانت تصدح حتى طرابلس. حنطي البشرة، يسترسل شعره الأسود الفاحم على كتفيه، غالبا ما يرتدي بنطالا من الجينز مع فانيلا أو قميص، فيبدو كثوار امريكا اللاتينية أو الباسك. يقطع المشوار إلى طرابلس في نصف ساعة، كان دائم الذهاب اليها، يكتب شعره في الزاوية وغالبا ما يلقيه في طرابلس ثم يعود كالفراش. من أوائل الأصوات التي صدحت بالحرية ونادت بها عبر المحطات التلفزية، وكان أول صوت يطالب “برحيله” مباشرة عبر محطات التلفزيون مخاطبا اياه ” إرحل” ! لم يتخف أو يتخذ هوية زائفه، بل كان يتحدث بإسمه […]
عزة المقهور
يادج* (قصة: عزة المقهور)
قصة: عزة كامل المقهور لم يغمض لها جفن تلك الليلة……. سهدت مع النسوة والصغار في قاع “الداموس”، وهو مسكن قديم محفور في صخور الجبل، له فناء دائري فاغر فاهه للسماء، تحيط به الغرف من كل الجهات تقريبا بما في ذلك المطبخ، ولها شكل الكهوف، مطليه بالجير وأبوابها مقوسة مصنوعة من اعجاز النخيل ومثبتة بمسامير خشبية من جذوع أشجار الزيتون. هجر سكان الجبل “دواميسهم” وكهوفهم الحصينة، وبنوا الدور المتناثرة بفوضى على سفوح الجبل أو السهول والأودية بل حتى على المنحدرات، تبزغ من أعالي اسطحها الأطباق الهوائية كعيون تلتقط ما حولها. عدا القصر، وهو مبني صخري كالقلعة، ظل شامخا وسط كل شيء، […]
فاطمـــــة
قصة: عزة كامل المقهور كلما حل الربيع، تخرج فاطمة مع والدها إلى السواني القريبة، يستقلان السيارة الهيونداي البيضاء… تجلس فاطمة في المقعد الأمامي إلا إذا خرجت أمها معهما، فإنها تغطس في المقعد الخلفي إلى جوار الباب، لا يتجاوز رأسها الحافة السفلية للنافذة، وبالكاد تتجاوز قدماها الصغيرتان الممتدتان حاشية المقعد البارزة. ما أن تقترب السيارة من السواني، حتى تنهض فاطمة….تثني ساقيها وتطل برأسها من النافذة ، و كلما ازدادت السيارة قربا، كلما تزاحمت سيقان النخيل وبدت كأنها تجمعات من البشر تتظاهر. وعلى إمتداد الأرض المكسوة بالعشب، يتناثر نوار “البقرعون” الأحمر القاني ذو السيقان الرفيعة، وتطل برؤوسها وريدات الأقحوان الصفراء منها، والبيضاء ذات […]
رحلة مع معاوية*
قصة: عزة كامل المقهور كنت قد نلت الشهادة الثانوية تلك السنة، في إنتظار الالتحاق بالجامعة، حين أسندت إلي أول مهمة عائلية، وهي تسجيل شقيقي الأصغر “معاوية” في سنة أولى ابتدائي. كان معاوية قد تجاوز الخامسة من عمره بأشهر، ولم يبلغ السادسة بعد. وكانت رغبة والدتي أن يتلحق بالدراسة في تلك السنة حتى لا يضطر للانتظار سنة أخرى. كان معاوية طفلاً جميلاً، ممتلئا ومعافىً، شعره ناعم ملون يحف جبهته العالية، عيناه سودوان بحدقتين واسعتين، ينغرس بينهما أنف روماني، أما ثغره فكان باسماً حتى في نومه. كان هادئاً، يعرف ما يريد، وينال مبتغاه دون عِند ولا مجاملة. كانت مهمة عسيرة لفتاة […]