خذني من يدي واقذفني إلى ما قبل الفجر بقليل..
هلال الشهر الاخير يتألق في سماء هذا الشتاء الانيق
ومساحة من البرد تعتلي المسافة بين الحلم والآن.
اعدني إلى حيث الاشجار لا تسقط اوراقها..
صفراء يائسة..
إلى حيث رائحة اول المطر
تجبرني على الولادة كرة اخرى..
خذني من ذراعي وانثر دمي فوق الجمع الصغير
هذا العشاء..
واكسر من جسدي رغيفاً مالحاً في مواجهة هذا العطش
اعدني إلى محيا الطفل الذي سيكون..
متوارياً بشغف خلف ترقبه الاليف..
ارسم له وجهاً بعينين زرقاوين.. أو ربما خضرواين
وشعراً اجعد يميل للحمرة
وابتسامه هاربة من بكاء الحليب.
هنا يقترب الرومانسيون من لحظة انتحارهم الحاسمة
ويلوذ الفرح مسرعاً إلى حتفه..
لا مزيد من الصور
لا مزيد من الاصوات
لم يبق لهم سوى بضع رشفات..
وفتات من قلق لمساء لا ينتهي..
خذني من قلبي
واعدني إلى شاطئّ عارياً ملتحفاً بالبياض
حاملاً اوراقي البسيطة
وابتسامة لا تنتحر.
لندن – نوفمبر 2008