يزعجني الرب كل صباح. يأتي قادماً تسبقه ملائكته وحشود من الانبياء المغتالين. يطرق الباب بعنف ويدخل عنوة من فتحة الرسائل طالباً مني الاستيقاظ.
*
ورغم غرابة اطوار الرب فإنه يحمل في داخله قلباً يشبه قلب الاطفال. لا يعرف الرحمة إلا حين تركع له المئات واحياناً الملايين. لكنه يظل قريبا.
*
إلا أن صفة الغياب تلازم الرب. تتحول إلى لعنة تلاحقه إلى ما وراء الكون السرمدي. هو يدعي قدرته على الوصول. الاقتراب من الاكف المتوسلة.
*
ويعلم الرب انه جاء ثم غادر قبل اكتمال حلمه. بعد ان انهار في عليائه طالباً الطاعة المطلقة. مبشراً ومنذراً، بل ومنذراً في جميع اطواره الأفلة.
*
يحضرني الرب في هذه الساعة قبيل فجر وبعد ليل لا يغادر القلب. يجلس بالقرب مني طالباً المغفرة لهجره البيت الذي بناه في لحظة عشق طفولي.
*
احيط الرب بين ذراعي واطلب منه ان يرأف بحاله. استغيثه ان يغادر حاملاً جنته وجحيمه، رحمته وعذابه، والكذب المتردد بين كلماته، ضحكته الشامتة.
*
يخرج الرب خائباً، عائداً إلى عليائه المهجور والمستباح. اغلق الباب خلفه واعد خطواته الوجلة فوق الدرج. ابشرني بصباح قادم لا أرى فيه وجهه.