إلى (جاد) ورفاقه الخالدين.. في انتظاركم
تحضرني ابتسامتك في صباح مثل هذا الصباح، لا يغيب عني صوتك وأنت تعدنا بشموس مزهرة وسماء تضحك من زرقتها. ما تزال كما أنت ترقد على سرير تمنح بعضاً من دمائك لأجساد انتهكتها سهام الكراهية، ما تزال تذكرنا برفاق درب لن نحفظ اسماءهم كما يليق.
يحضرني الحلم. اقف عند مسافة من شاطئ البحر، الرمال تداعب امواجاً رقيقة والغيوم تنعكس على المياه بسكون، وعند الأفق ألمح جبالاً تكتسي بياض الشتاء. أرمي بنفسي عند القمة واجدني ارتطم بالقرب من حشود الغاضبين في يوم ميلادك، اقف معهم واسرع في الخطى نحو باب الخلاص.
بهية اشراقتك هذا الصباح وأنت تمنحنا جسدك
عذبة دماؤك الممطرة بعد طول السفر
والمجد للخالدين في العلى وعلى الوطن السلام وفي الأحرار المسرة.
وطن تأرجح بين برد وقيظ، بين أمس وغد، وطن كاد يضل في متاهات اسمائه الضائعة. وطن صار في ليل ربيعنا المضمخ بأرواحنا الغاضبة يفيض باسمه الأول، يولد من رماد غربته ويشهق بالعشق لميلاد ابنائه.
للحرية مذاق المرارة بدونك هذه الليلة. أقف عند حافة الحلم مجدداً، اراني اعانقك قبيل الوداع، تخبرني أن الراحلين نحن وأنهم قد نقشوا وجوههم الباسمة في تفاصيل الأرض المزهرة بربيع هذا الصباح، صباح تحضرنا فيه شموسهم الدافئة وهي تبشرنا بوطن جديد.