أعبر مجدداً من سماء بياضك تلفني زرقة عند أفق الرحيل.. لا أعرف المزيد من الكلمات لأصفك. لم يعد وجهك يهمني، لم يعد لجسدك المستحيل أمل في البقاء داخل حدقتي. أعبر هذا الدرب وأعرف أن الطيران هو الخلاص. كنت قد نسيت اسمك في زمن الجحود ولكنني اكتشفت أن لك ألف اسم، جمعيها تبدأ بحروف اسمي. اسمعك في خطواتي المتسللة عند المغيب، قرب الشاطئ وعند حافة الجبل. ارمق حزني المستكين بيأس في ذلك الركن، أجده يشير إلى الزرقة في المدى، اشير بدوري إلى بياض النسيان. يرمقني هذه المرة، يحدق في ابتسامتي المختلسة وارمي ما تبقى من حصى البحر على وجهه المتغضن.
اعبر للمرة الخامسة أو العاشرة واستمرئ هذه اللعبة من الاقتراب والابتعاد، يعجبني هذا الرهان على خيباتي التي تطاولت في المشيب. اجلس القرفصاء على تلك الرمال المبعثرة، ارسم وجهاً باسماً غير ذي كذب، اكمل باقي تفاصيل الجسد وانفخ في رياح المساء لتخرجي من بين الرمال مبللة بمياه خصوبتك. اعشقك وكفى، لا مزيد من الاحلام. لا مزيد من الوعود. أقف امامك كما أنا.. كما يجب أن أكون.