أعلن الثلاثاء السادس من اكتوبر 2009 في العاصمة البريطانية لندن عن فوز الكاتبة البريطانية (هليري مانتيل) بجائزة مان بوكر للرواية للعام 2009 وذلك عن روايتها التاريخية (وولف هول) Wlof Hall والتي تدور احداثها في القرن السادس عشر بانجلترا وتركز على حياة الوزير الأول (توماس كرومويل) للملك الانجليزي الشهير هنري الثامن، وهو العقل المدبر للاحداث السياسية التي مرت بها انجلترا مطلع القرن السادس عشر وادت إلى انفصال الكنيسة الانجليزية عن الفاتيكان وتحولها إلى مذهب مسيحي مستقل سمي فيما بعد (كنيسة انجلترا) التي تتبع المذهب الانجليكاني، مطلقاً بذلك شرارة الاصلاح الديني في بريطانيا والذي أدى لإغلاق كافة الاديرة المسيحية الكاثوليكية في البلاد واضطهاد وتعذيب اتباع الكنيسة الكاثوليكية في الممكلة الانجليزية.
وتقدم مانتيل من خلال هذا العمل الضخم (650 صفحة) سيرة حياة هذه الشخصية التي اختلف حولها المؤرخين الانجليز، منذ ولادته في العام 1485 في ضاحية بتني بغرب لندن لأب سكير يعمل بالحدادة مروراً بهروبه لأوروبا في سن الخامسة عشر وعودته إلى انجلترا في سن الاربعين بعد أن كون خبرة في مجالات عسكرية وسياسية واقتصادية في كلاً من ايطاليا وهولندا وفرنسا، ليعمل تحت كمساعد للكاردينال وولسي الشهير والذي كان أقوى رجل في بريطانيا لوصايته لعرش الفتى الملك هنري الثامن وصعوده ليصبح رأس الكنيسة الكاثوليكية في انجلترا ومن ثم سقوطه من عرشه اللاهوتي بإلغاء الكاثوليكية في البلاد وصعود نجم تلميذه توماس كرومويل. كما تعكس الرواية جانباً مهماً من الحياة الانجليزية في القرن السادس عشر والتجاذبات السياسية والدينية والاجتماعية التي شكلت بريطانيا التي نعرفها في وقتنا الحاضر.
وهليري مانتيل من مواليد العام 1952 بانجلترا، درست القانون في كلية لندن للدراسات الاقتصادية، وعاشت عدة سنوات في كلاً من بوتسوانا والسعودية،. صدر لها اثنى عشر كتاباً بين رواية ومجموعة قصصية ومذكرات، صدرت أولاها (كل يوم هو عيد للأم) العام 1985، ومن أهمها روايتها (فلّد) Fludd الصادرة العام 1989 والتي فازت بعدد من الجوائز الأدبية الهامة، ورواية (ما وراء الاسود) الصادرة العام 2005 والتي لاقت نجاحاً متميزاً بوصولها للترشيحات النهائية لجائزة أورنج للرواية النسائية.
يذكر أن راوية (وولف هول) لهيلري مانتيل تنافست على الجائزة الادبية المرموقة وقيمتها خمسون ألف جنيه استرليني (50,000£) مع خمس روايات أخرى هي (كتاب الاطفال) لأي أس بايات، (الصيف) لجي أم كوتزي، (المتاهة المتسارعة) لادم فولدز، (الغرفة الزجاجية) لسايمون ماور، و(الغريب الصغير) لسارة ويترز. تميزت جائزة هذا العام بغلبة الكتاب البريطانيين (عدا كوتزي) على القائمة النهائية، والرواية التاريخية ورواية السيرة على مواضيع الكتب المتنافسة.
________
* ملاحظة حول ترجمة عنوان الرواية: وولف هول هي الاقطاعية التي كان يملكها النبيل الانجليزي جون سيمور والذي كانت أبنته جاين سيمور الزوجة الثالثة للملك هنري الثامن. واسم العلم لا يترجم حرفياً لذا فالنقل الصحيح للعنوان هو (وولف هول). لذا وجب التنويه والاعتذار.