ما تزال كما أنت، تترك للفرح ان يتسلل كالماء بين اصابعك، آثار المعارك التي خضتها ما تزال هناك ترسم تجاعيداً على وجهك، وتحيلك إلى حزن لا مناص من ممارسة طقوسه. تترك للجميع ان يستغلوا سذاجة الطفل في داخلك وتنسى بأنك كنت حتى الأمس لا تعرف معنى للكذب والخداع.
هل مرت سنوات خمس دون طائل أم انك ما تزال تهوى التفاؤل. أعرف بأنك قد كفرت بكل شيء عدا ما تراه وما تحسه، ولكنك تكتشف أنك تحتاج إلى مزيد من الكفر لكي تصل إلى اليقين.
هل اعجبك ما تراه وتحسه الآن؟!
هل أنت غاضب الآن أيها الجبان؟!
هل تريد المزيد من الهزائم كي تعلن الاستسلام؟!
ادرك أنني لن استطيع اصلاح العطب الذي بقلبك، وأعلم بأنه لا مجال لك بتعلم بعضاً من النذالة، والقليل من الحماقة، ونزراً من الجحود، ولكنك قد تحتاج لقبضة من قسوة وحفنة من بذاءة كي تعينك في رحلة العودة إليها.
اليوم يغادرك اصدقاؤك، تغلق الباب خلفك وتنظر من خلال الفتحة فلا ترى ظلالهم في الممر، تعود إلى كرسيك منكس الرأس، تعتمر هزيمتك الأخيرة، وتدرك بشيء من العناد بأنك قد استمرأت حياة المهمشين، متوراياً خلف اسم لا يشبه اسمك، ووجه لا يعرف شكلك.
سأمنحك المزيد من الفرص لحياة أخرى قد تأتي، ولكنني أعرف مسبقاً بأنك ستبقى كما أنت، مخلصاً، محترماً، ابله.
ما الذي ستفعله الآن؟!
ما الذي تريده مني يا رفيقي المرهق؟!
ما الذي تريده من الآخرين من حولك؟!
سئمت حملك فوق كتفي طيلة هذه السنين وحان الوقت كي تتدحرج فوق الارض، علك تجد حفرة تأوي إليها، وعلني اجد من اقتات عليه لما تبقى لي على هذه الجزيرة.
سأغادرك الآن، ولن التفت إلى تلك السفن التي تحترق في افق الوهم، وسارفع اصبعاً وسطى في وجهك معلناً احتجاجي الممتن لأنك كنت وفياً حتى الوداع، وسأظل أسير صورتك التي تشبهني، واسمك الذي يكتبني.
يا اسمي الأخر، قريباً يحين موعد رحيلنا، فهل ستقبل دعوتي لانجاز المزيد من الهزائم..