مارسيل الذي كلما اردت أن امنحني مزيداً من القوة على الاستمرار في هذا الشمال التجأت إلى رصيف ألحانه وعوده الذي لا يكف عن الكلام والصمت، الضحك والبكاء، الرغبة الجامحة للوصول..
وبعد سنوات طويلة من ملاحقة هذا الصوت الاسطوري، كان له أن يحط الرحال في هذا الشمال، وبالتحديد في مدينة ليفريول على الساحل الشمالي الغربي لانجلترا، ليقدم رفقة أبنيه (رامي) على البيانو و(بشار) على الايقاع الشرقي، وبمصاحبة الفرقة السمفونية لمدينة ليفربول، حفلة تنوعت بين الموسيقى العالمية الكلاسيكية والجاز الشرقي والموشحات الاندلسية وبالطبع أغانيه الخالدة (أمي)، (يا بحرية)، و(جواز السفر) وكذلك عمله الجديد والمهدى للشاعر محمود درويش بعنوان (تقاسيم).
بدأ الحفل بمقطوعة سمفونية للفنان (رامي خليفة) على البيانو مع كامل اعضاء فرقة الاوركسترا السمفونية لمدينة ليفربول، ثم وبعد فاصل قصير كان دور الاب (مارسيل خليفة) ليعزف على العود مع الاوركسترا مقطوعة من ألبوم (كونشرتو الاندلس) جمع فيها بين الالحان الشرقية من الموشحات والموسيقى الكلاسيكية العالمية، وصفق لها الحضور الذي غص به المسرح.
النصف الثاني من الحفل قدم فيه مارسيل خليفة مجموعة من أغانيه القديمة والجديدة صاحبه فيها بتوزيع حديث أبنه الاكبر (رامي خليفة) على البيانو والاصغر (بشار خليفة) على الايقاع الشرقي بالاضافة للفنان (بيتر هربرت) على آله (دوبل باز) Double Bass. فكانت البداية مع موشح (امر باسمك) والذي اشترك الجمهور معه في ادائه. ثم قدم مقطع من ألبومه الحديث (تقاسيم) المهدى لصديقه الشاعر محمود درويش الذي ارتبط شعره بموسيقى مارسيل خليفة والعكس. ثم قدم ثلاث أغاني قديمة بتوزيع جديد هي (أمي)، (جواز سفر) و(يا بحرية) ليختتم الحفل بتصفيق الجمهور الذي استمر لخمس دقائق متواصلة.
كان لقاء مارسيل بعد ختام الحفل ليوقع على ألبوماته وللحديث مع محبيه الذين التفوا حوله، وكانت لي فرصة شكره على ما قدمه لنا كجيل باكمله من ابداع سيظل عالقاً بنا إلى الابد. ويبقى مارسيل رمزاً وايقونة تمنحنا أملاً وقوة لمواصلة المسير والمشي بقامة منتصبه، نحلم بالياسمين والشمس التي ستشرق على ايامنا القادمة..
رامي