تصيبني أحياناً حالة من الشلل العقلي كلما تابعت بعض الأخبار على شاشة التلفاز، وخاصة تلك المحملة بشحنة من اللامعقول.. ومؤخراً على ما يبدو أصبحت مثل هذه الأخبار لا ترد إلا من ركننا الممتلئ بالمتناقضات والهذيان، وبالأخص ما يعرف بالشرق الأوسط.
منذ العام 1988 أصبح الكاتب البريطاني الهندي الأصل سلمان رشدي أسم يثير الجدل وخاصة في ذلك الركن من العالم، وذلك ليس للأسباب الأدبية أو نتيجة قراءة واعية متأنية وناقدة لما يبدعه من روايات ولكن لأسباب أقل ما توصف بالمثيرة للشفقة.
منذ العام 1988 أصبح الكاتب البريطاني الهندي الأصل سلمان رشدي أسم يثير الجدل وخاصة في ذلك الركن من العالم، وذلك ليس للأسباب الأدبية أو نتيجة قراءة واعية متأنية وناقدة لما يبدعه من روايات ولكن لأسباب أقل ما توصف بالمثيرة للشفقة.
قبل أسبوع أعلنت بريطانيا أنها ستمنح الكاتب سلمان رشدي لقب نبيل برتبة فارس (سير) وذلك بمناسبة عيد ميلاد الملكة إليزبيث الثانية، وهي عادة درجت عليها بريطانيا من منح هذه الألقاب الشرفية التي تعود أصولها إلى أيام كانت الملكية في هذه الجزر تستمد سلطتها من قوة خارجية عليا في السماء.
اللقب الشرفي الذي منح لسلمان رشدي هذا العام بعد العديد من الألقاب والجوائز البريطانية والعالمية التي منحت له في السابق لعل أهمها حصوله على جائزة البوكر للرواية البريطانية المرموقة العام 1981 عن روايته الملحمية (أطفال منتصف الليل) ومن ثم حصوله على جائزة أفضل بوكر على مدى ربع قرن من عمر الجائزة العام 1991، وغيرها، يعد هذا اللقب النبيل عادة ليست بالجديدة لمنح أدباء وفنانين ورجال سياسة في بريطانيا.
اللقب الشرفي الذي منح لسلمان رشدي هذا العام بعد العديد من الألقاب والجوائز البريطانية والعالمية التي منحت له في السابق لعل أهمها حصوله على جائزة البوكر للرواية البريطانية المرموقة العام 1981 عن روايته الملحمية (أطفال منتصف الليل) ومن ثم حصوله على جائزة أفضل بوكر على مدى ربع قرن من عمر الجائزة العام 1991، وغيرها، يعد هذا اللقب النبيل عادة ليست بالجديدة لمنح أدباء وفنانين ورجال سياسة في بريطانيا.
ما أثار حنقي هو التصريحات التي توالت والتي ذكرت أن مشاعر المسلمين قد اهينت بمنح لقب سير للروائي العالمي، كما طالبت الحكومة البريطانية سحب اللقب من السيد رشدي، وبدأت كالعادة في مثل هذه الحلقات المملة من اللامعقولية من مسلسل المزايدات أصوات من هنا وهناك ترفع من حدة التشنج الهيستيري الذي رأينا شكله المزعج في قضية الرسوم الساخرة في الدانمراك (أحد المعلقين الساخرين تعجب من أمر أولئك الذين يخرجون في مظاهرات ليحرقوا أعلام بعض الدول أو الكتب بعد أن دفعوا فيها أموالاً لشرائها لتلتهمها النيران..!).
ولكن ما يزعج في هذه الأحداث أنك لو سألت أي من المنتقدين عن ما يكتبه سلمان رشدي أو غيره، ومدى اطلاعه على هذه الرواية أو تلك لوجدت ملايين أشارات الاستفهام تسبح في عينيه، ومن ثم يخبرك أنه ليس من المهم الاطلاع على هذه الروايات لأنها وضيعة وكذلك تجنباً للفتنة، وأن الذي أخبره أن هذا الكتاب مليئ بالتطاول والتجديف لا بد أنه قد قرأها، ولكن الاغرب أنه حتى هذه اللحظة لم يجرؤ أحد على ترجمة أي من أعمال الكاتب سلمان رشدي إلى العربية ونشرها حتى نؤكد صحة هذه الادعاءات.
وهكذا يستمر مسلسل التخدير والهذيان لهذه الشعوب المسكينة..